في الغرفة الصرعى - عبدالله البردوني
شيء بعيني جدار الحزن يلتمع
                                                                            يبهمّ ، يخبر عن شيء ، ويمتنع
                                                                    يريد يصرخ ، ينبي عن مفاجأة
                                                                            لكنّه قبل بدء الصوت ، ينقطع
                                                                    يغوص يبحث ، في عينيه عن فمه
                                                                            تغوص عيناه فيه ، يقتفي ، يدع
                                                                    عمّا يفتّش ؟ لا يدري ، يضيع هنا
                                                                            يقوم يبحث عنه ، وهو مضطجع
                                                                    يومي إلى السّقف ، تسترخي أنامله
                                                                            تمتدّ كالدود ، كالأجراس تنزرع
                                                                    ***
                                                                    من أين يا باب يأتي الرعب ؟ تلمحه
                                                                            من أيّ زاوية ، يعشوشب الوجع
                                                                    يمشي على فمه ، هذا السكون ، على
                                                                            أطراف أرجله ، يهوي ويرتفع
                                                                    يصفرّ كالسلّ ، يهمي من عباءته
                                                                            ينحلّ كالقشّ كالأسمال يجتمع
                                                                    كمومس ، باغت البوليس مرقدها
                                                                            كمقبلين على أشلائهم ، رجعوا
                                                                    كميتين ، يمدّون الأكفّ إلى
                                                                            موت جديد يمنّي ، وهو يبتلع
                                                                    ***
                                                                    الصمت يسقط ، كالأحجار باردة
                                                                            على الزوايا ، ولا يشعرن ما يقع
                                                                    تصغي إلى بعضها الجدران ، واجفه
                                                                            تئنّ تحمرّ ، كالقتلى وتمتقع
                                                                    في هذه الغرفة الصرعى ، أسى قلق
                                                                            يطول يحزن ، من فوضى غرابته
                                                                    الحزن يحزن ، من فوضى غرابته
                                                                            فيها ويفزع ، من تهويشه الفزع