أفراح من زجاج - معز عمر بخيت
إني أحس بآهة البركان
                                                                    تخرج من فمي
                                                                    و الماء يطلع من حريقي
                                                                    و المشاعل في دمي
                                                                    فتعلّمي
                                                                    مطر الحنين الآن يملأ بيتنا
                                                                    بخطى اللقاء الأكرمِ
                                                                    لا زال في عينيك حلمي
                                                                    و النوى
                                                                    في قارب الإحساس يرحل
                                                                    في سكونك يرتمي
                                                                    فأتيت نحوك من مدارات تحدّت
                                                                    شارة الأحداث
                                                                    تطلع من عيون التيه
                                                                    ترقب مقدمي
                                                                    و حملت نحوك صحوة الأجراس
                                                                    ترسل في شعاب الضوء
                                                                    أنغام الخروج من الجنون النائم
                                                                    و يظل فرح الشوق يرقص
                                                                    في ظلال العشق يلبس خاتمي
                                                                    فتكلّمي
                                                                    هذا السكون طويلة أرجاؤه
                                                                    و الصمت أخرسُ و الدقائق
                                                                    سوف تغرق في الطمي
                                                                    و يتوه صبري في رحى الأيام
                                                                    يخرج من ثنايا الحزن بحراً
                                                                    ضم في موج الحنين تألُّمي
                                                                    و الخوف يهرب من خيوط الأمس
                                                                    يسكن أنجمي
                                                                    ***
                                                                    ما كنت غيرك في زمان ٍ
                                                                    قد تولىّ رحله
                                                                    إلا ّ جراحاً من أنين ٍ
                                                                    قد ملأت فناءه
                                                                    صمتا ً تكوّن في جيوب الريح
                                                                    و احتمل المواجع و الصراعْ
                                                                    و انساق في كل الدروب
                                                                    يتوه يبحث عن شعاع
                                                                    و وسائل ٍ جذلىَ و خطو
                                                                    في امتداد الهجر يحتمل الضياع
                                                                    لا زلت أشعر في عميق النفس
                                                                    أنك فوق دنياي اليراع
                                                                    و بأنك الإيمان يسكن
                                                                    في بريق طموحي السامي
                                                                    إلى سحب المرايا و الشراع
                                                                    و بأن صدر الأرض
                                                                    يحفل بانتمائك للعطاء الثر
                                                                    و الخير المشاع
                                                                    و بأننا مذ كان هجر ديارنا
                                                                    شمسان في قطب الشموخ
                                                                    تهاجران إلى البقاع
                                                                    و بأنك السند القوىِّ لكل تاريخ
                                                                    بدأت لقاءه
                                                                    بك منذ أن بدأ الخروجْ
                                                                    لمعارك الأيام
                                                                    تسكن في زوايا الوعد
                                                                    تنتظر الولوج
                                                                    و بأنك الزاد المبارك
                                                                    لا ينؤ من اختيار الإرتياد
                                                                    يهب الرجاء الصحو
                                                                    و الفجر الوداد
                                                                    للقادمين من الديار لأُسرةٍ
                                                                    عرفت خيار المجد
                                                                    و اختارت طريق الإجتهاد
                                                                    و بأنك الأم الحنون الرائعة ..
                                                                    و بأنك الإخلاص
                                                                    و الصدق العظيم
                                                                    و كل أضواء النجوم الساطعة
                                                                    قد كان حُبِّي في رؤى الإسقاط
                                                                    ينهض كل يوم يستفيق
                                                                    قد كنت أشعر بانتمائك
                                                                    للنجاح يطل من قمم الطريق
                                                                    و بأننا سنغادر البرد الكثيف
                                                                    إلي ديار ٍ في نفوس الناس
                                                                    تسطع كالبريق
                                                                    و بأنك السعد الطويل و أنك
                                                                    الأُنس المغامر في حيائي
                                                                    و الحبيبة و الصديق
                                                                    و خطاك لي
                                                                    في محفل الزمن السراجْ
                                                                    و بأن أملي في طريقك
                                                                    سوف يخرج
                                                                    من مسامات الزجاج
                                                                    و بأن حزني في الحقيقة
                                                                    لم يحاور مقلتيك
                                                                    و الليل في كفّيك يرنو
                                                                    للنهار بوجنتيك
                                                                    حتماً أقول بأنني أهدى
                                                                    الطموح لديك لون تواصلي
                                                                    و بأن نصرك في الحقيقة كان لي ِ
                                                                    ماذا لعمرك يا مداخل علّني
                                                                    في غمرة الآمال أحلم بالهوى
                                                                    و النجم و الثوب الأنيق المخملي
                                                                    لك إختيار الدرب يا صدر الإباء الحق
                                                                    و التل العلي ِ
                                                                    يبقى حديثي في الختام تأكدي
                                                                    إني حملتك في طريقي كوكباً
                                                                    بالحب يسطع و الرحاب الطيب
                                                                    و السعد الجلي ِ
                                                                    أخشى اغترابك علّه
                                                                    شئٌ سيختصر الزمان و يصطلي
                                                                    بالهم
                                                                    يرحل في جراح تداخلي ِ
                                                                    شئٌ لأحسب أنه
                                                                    وعدٌ قديمٌ أوّلي
                                                                    شئٌ لأحسب أنه
                                                                    وعدٌ قديمٌ أوّلي.