عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ - سبط ابن التعاويذي
عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ
                                                                            وتبسَّمَتْ عن فجرِها لَيلاتُهُ
                                                                    أَودى بجِدَّتِهِ المَشيبُ فأخْلَقَتْ
                                                                            أَثوابُهُ واستُرجِعَتْ عاراتُهُ
                                                                    كانَ الشفيعَ إلى الحِسانِ فمُذْ مضى
                                                                            أمسَتْ تُعَدُّ مَساوِياً حسناتُهُ
                                                                    والشَّيبُ لا يُغْضى له عن هَفوة ٍ
                                                                            وَأَخُو الصِّبَى مَغْفُورَة ٌ زَلاَّتُهُ
                                                                    وَلَقَدْ عَلَوْتُ سَرَاة َ أَشْهَبَ تُجْتَوَى
                                                                            وَتُعَافُ عِنْدَ کلْغَانِيَاتِ شِيَاتُهُ
                                                                    وَمِنَ کلْعَجَائِبِ أَنَّهُنَّ أَخَذْنَنِي
                                                                            بِذُنُوبِهِ ظُلْماً وَهُنَّ جُنَاتُهُ
                                                                    لاَ يَبْعَدَنْ زَمَنُ کلشَّبيبة ِ وَکلْهَوَى
                                                                            مِنْ ذَاهِبٍ بَقِيَتْ لَنَا تَبِعَاتُهُ
                                                                    زَمَنٌ خَلَتْ أَيَّامُهُ وَعُهُودُهُ
                                                                            وتنكَّرَتْ أَتْرابُهُ وَلِدَاتُهُ
                                                                    وأَغَنَّ مَجدولِ القَوامِ يَهُزُّهُ
                                                                            سَكَرُ الصِّبَى وتُمِيلُهُ نَشَوَاتُهُ
                                                                    مِنْ دُونِ مَنْهَلِ ثَغْرِهِ مَطْرُورَة ٌ
                                                                            من طَرفِهِ تُحمى بها رَشَفاتُهُ
                                                                    يَلوي مَواعيدَ الوِصالِ فما لهُ
                                                                            صَحَّتْ وَقَدْ وَعَدَ کلْجَفَاءَ عِدَاتُهُ
                                                                    إنْ أَنْكَرَتْ أَجْفَانُهُ يَوْمَ کلنَّوَى
                                                                            قَتلي فقد شهِدَتْ به وَجَناتُهُ
                                                                    وَتَبَسَّمَتْ عَنْ فَجْرِهَا ليْلاَتُهُ