شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ - سبط ابن التعاويذي
شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ
                                                                            شُكرُ الرِّياضِ لوابلِ القَطْرِ
                                                                    يا من أمِنْتُ بجُودِ راحتِهِ
                                                                            مَا كُنْتُ أَحْذَرُهُ مِنَ کلدَّهْرِ
                                                                    بنَداكَ يا ابن أبي المَضاءِ مضى
                                                                            عنّا زمانُ البُؤسِ والعُسْرِ
                                                                    وبجودِ شمسِ الدينِ أسفَرَ لي
                                                                            حَظِّي وَعَادَ مُسَالِمِي دَهْرِي
                                                                    لولا الأميرُ محمّدٌ درِسَتْ
                                                                            سُبُلُ الهُدى ومَعالمُ البِرِّ
                                                                    رَبُّ السماحة ِ والفصاحة ِ والـْ
                                                                            إقدامِ والمعروفِ والبِشْرِ
                                                                    عبَقُ الشمائلِ في سِيادَتِهِ
                                                                            حُلوُ الفَكاهة ِ طيّبُ النَّشْرِ
                                                                    غَمْرُ کلرِّدَاءِ خَلَتْ جَوَانِحُهُ
                                                                            لِلنَّاسِ مِنْ حِقْدٍ وَمِنْ غِمْرِ
                                                                    يَجلو الظلامَ ضياءُ غُرَّتِهِ
                                                                            وَتَغَارُ مِنْهُ مَطَالِعُ کلْبَدْرِ
                                                                    مُتواضِعٌ لعُفاتِهِ كَبُرَتْ
                                                                            أخلاقُهُ وعلَتْ عنِ الكُبْرِ
                                                                    ذو عَزمة ٍ كالنارِ مُضرَمة ٍ
                                                                            وَخَلاَئِقٍ كَکلْمَاءِ وَکلْخَمْرِ
                                                                    وَيَدٍ يُقْصِّرُ دُونَ غَايَتِهَا
                                                                            فِي کلْجُودِ جُودُ کلْغَيْثِ وَکلْبَحْرِ
                                                                    يا ابنَ الأُولى ناطُوا مَناقِبَهمْ
                                                                            بمَعاقدِ العَيُّوقِ والنَّسْرِ
                                                                    أنتَ الذي جَلَّلْتَني نِعَماً
                                                                            لاَ يَسْتَقِلُّ بِعِبْئِهَا شُكْرِي
                                                                    كَمْ مِنَّة ٍ أَوْلَيْتَنِي ضَعُفَتْ
                                                                            عن حملِها لكَ مُنَّة ُ الشِّعرِ
                                                                    مَا زِلْتَ تَسْحَبُ فِي ثَرَى أَمَلي
                                                                            كرَماً سَحابَ عطائِكَ الثَّرِّ
                                                                    حَتَّى غَدَوْتُ بِو
                                                                            َصْفِ جُودِكَ مَكْـ
                                                                    ضاقَتْ مَعاذِيرُ الزمانِ بما
                                                                            فِي کلنَّاسِ مِنْ بُخْلٍ وَمِنْ غَدْرِ
                                                                    أَحْصَاهُمُ عَدَداً فَمَا کشْتَمَلَتْ
                                                                            مِنْهُمْ جَرِيدَتُهُ عَلَى حُرِّ
                                                                    ـدُودَ کلْقَرِيحَة ِ مُتْعَبَ کلْفِكْرِ
                                                                    فَكَأَنَّهُ لَيْلٌ تَبَسَّمَ مِنْ
                                                                            لأْلاَءِ وَجْهِكَ عَنْ سَنَا فَجْرِ
                                                                    سكنَتْ لأَوْبَتِكَ القلوبُ وكانتْ من تَطاوُلِها على ذُعْرِ
                                                                            نَتْ مِنْ تَطَاوُلِهَا عَلَى ذُعْرِ
                                                                    وَحَلَلْتَ زَوْرَاءَ کلْعِرَاقِ كَمَا
                                                                            حَلَّ الغَمامُ بماحلِ القَفرِ
                                                                    أبا عليٍّ عَداكَ المَخُوفُ والمَحذورُ
                                                                    ورُبَّ هاوٍ في حَضِيضِ الثَّرى
                                                                            طارَ به الجَدُّ معَ النسْرِ