لَوْلاَكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ - سبط ابن التعاويذي
لَوْلاَكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
                                                                            خَابَ الرَّجَاءُ وَمَاتَتْ سُنَّة ُ الْكَرَمِ
                                                                    يَا مَنْ رَأَيْنَا عِيَاناً مِنْ مَكَارِمِهِ
                                                                            ما حدَّثَ الناسُ عن كعبٍ وعن هَرِمِ
                                                                    وَمَنْ إذَا کسْتَصْرَخَ الْعَافُونَ رَاحَتَهُ
                                                                            لَبّاهُمُ جُودُها المأمولُ عن أَمَمِ
                                                                    إذا سَمُحَتْ لنا والسُّحْبُ مُخلِفَة ٌ
                                                                            فَجُودُ كَفِّكَ يُغْنِينَا عَنِ الدِّيَمِ
                                                                    أَعَادَ مُلْكُكَ لِلدُّنْيَا نَضَارَتَهَا
                                                                            وما تَصرَّمَ من أيّامِها القُدُمِ
                                                                    من بعدِ ما غبَرَتْ حيناً وليسَ بها
                                                                            كَهْفٌ لِرَاجٍ وَلاَ طَوْدٌ لِمُعْتَصِمِ
                                                                    فِالنَّاسُ فِي جَنَّة ٍ مِنْ عَدْلِ سِيرَتِكَ الْـ
                                                                            ـحُسْنَى وَمِنْ بَأْسِكَ الْمَرْهُوبِ فِي حَرَمِ
                                                                    يَا مَنْ بِهِ نَشَرَ اللَّهُ السَّمَاحَ وَمَنْ
                                                                            أَحيا بهِ كرَمَ الأخلاقِ والشِّيَمِ
                                                                    خَيْرُ الْبِلاَدِ مَكَانٌ أَنْتَ وَاطِئُهُ
                                                                            وأمّة ٌ أنتَ منها أفضلُ الأُمَمِ
                                                                    بنَيْتَ داراً قضى بالسَّعدِ طالِعُها
                                                                            قَامَتْ لِهَيْبَتِهَا الدُّنْيَا عَلَى قَدَمِ
                                                                    سَمَتْ عَلَى كُلِّ دَارٍ رِفْعَة ً وَعَلَتْ
                                                                            عُلوَّ هِمّة ٍ بانِيها على الهِمَمِ
                                                                    تَعْنُو الْكَوَاكِبُ إجْلاَلاً لِعِزَّتِهَا
                                                                            وَتَسْتَكِينُ لَهَا الأَفْلاَكُ مِنْ عِظَمِ
                                                                    تَوَدُّ لو أنّها أمسَتْ تُداسُ بأقادمِ الوَلائدِ في نادِيكَ والخدَمِ
                                                                            َمْسَتْ تُدَاسُ بِأَقْـ
                                                                    كأنّها إرَمٌ ذاتُ العِمادِ وإنْ
                                                                            زادَتْ بمالِكِها فَخراً على إرَمِ
                                                                    طُفْنا بأركانِها طَوفَ الحَجيجِ فمِنْ
                                                                            مُسلِّمٍ حَولَها مِنّا ومُستَلِمِ
                                                                    حَلَلْتُمُوهَا فَيَا لِلَّهِ كَيْفَ حَوَتْ
                                                                            تيّارَ بحرٍ بمَوجِ الحُودِ مُلْتَطِمِ
                                                                    يَا دَارُ لاَ زِلْتِ بِالأَفْرَاحِ آهِلَة َ الْمَـ
                                                                            ـغْنَى وَمُلِّيتِ مَا أُلْبِسْتِ مِنْ نِعَمِ
                                                                    وَلاَ خَلاَ رَبْعُكِ الْمَأْهُولُ مِنْ مِدَحِي
                                                                            يَوْمَاً وَلاَ بَابُكِ الْمَعْمُورُ مِنْ خِدَمِي
                                                                    وألبَسَتْكِ التهاني من مواسمِها
                                                                            قَلائدَ الحَمدِ من نَظمي ومن كِلَمي
                                                                    مَدَائِحاً فِيكِ لِي تَبْقَى مُخَلَّدَة ً
                                                                            بَعْدِي إذَا بَلِيَتْ تَحْتَ الثَّرَى رِمَمِي
                                                                    وكيفَ لا أملأُ الدنيا بمَدحِكُمُ
                                                                            وقد فتَقْتُمْ لساني بالنَّدى وفَمي
                                                                    قد كانَ دهري لي حرباً ومنذُ درى
                                                                            أنّي انتصرْتُ بكمْ ألقى يدَ السَّلَمِ
                                                                    فَلَوْ سَكَتُّ وَلَمْ أَنْطِقْ بِشُكْرِكُمُ
                                                                            أَثْنَتْ عِظَامِي بِمَا أَوْلَيْتُمُ وَدَمِي
                                                                    فاليومَ لا عُودُ أَوراقي بمُخْتَبِطٍ
                                                                            مِنَ الْخُطُوبِ وَلاَ فَضْلِي بُمُهْتَضَمِ
                                                                    لَوْلاَكُمُ يَا بَنِي الْعَبَّاسِ مَا طَلَعَتْ
                                                                            شمسُ النهارِ ولا ضاءَتْ على الأُمَمِ
                                                                    سَادَاتُ مَكَّة َ وَالأَشْرَافُ مِنْ مُضَرٍ
                                                                            أَنْتُمْ وَجِيرَانُ بَيْتِ اللَّهِ وَالْحَرَمِ
                                                                    الْمَانِعُونَ حَرِيمَ الْجَارِ إنْ نَزَلَتْ
                                                                            بِهِ الْحَوَادِثُ وَالْوَافُونَ بِالذِّمَمِ
                                                                    فَلْيَهْنِكُمْ شَرَفٌ ثَانٍ إلَى شَرَفٍ
                                                                            طُلْتُمْ بِهِ النَّاسَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
                                                                    بِالْقَائِمِ الْمُسْتَضِيءِ الْمُسْتَضَاءِ بِهِ
                                                                            إذا ادلهَمَّتْ دَياجي الظُّلْمِ والظُّلَمِ
                                                                    خَلِيفَة ِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ خَضَعَتْ
                                                                            لَهُ أَقَالِيمُهَا بِالسَّيْفِ وَالْقَلَمِ
                                                                    بقِيتُمُ في نعيمٍ لا انقضاءَ لهُ
                                                                            عُمرَ الزمانِ ومُلكٍ غيرِ مُنصَرِمِ
                                                                    مُهَنَّئِينَ بشَملٍ غيرِ مُنصَدِعٍ
                                                                            في خَفْضِ عَيشٍ وحبلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
                                                                    مَا أَوْمَضَتْ بِکبْتِسَامِ الْبَرْقِ سَارِيَة ٌ
                                                                            تحتَ الدُّجا وبدَتْ نارٌ على علَمِ