لَوْ أَنَّ قَلْبَكِ مِثْلُ قَلْبِي مُغْرَمٌ - سبط ابن التعاويذي
لَوْ أَنَّ قَلْبَكِ مِثْلُ قَلْبِي مُغْرَمٌ
                                                                            لَمْ يَثْنِ عِطْفَكِ مَا تَقُولُ اللُّؤَمُ
                                                                    لكِنْ عَدَتْكِ صَبَابَتِي فَأَطَعَتِهِمْ
                                                                            شَتّانَ خالٍ قلبُهُ ومُتيَّمُ
                                                                    عُودِي مَرِيضاً فِي يَدَيْكِ شِفَاؤُهُ
                                                                            إشْفِي وَأَنْتِ بِمَا يُكَابِدُ أَعْلَمُ
                                                                    أوْ فاحْسِمي شَكواهُ من داءِ الهوى
                                                                            إنْ كَانَ دَاءُ هَوَاكِ مِمَّا يُحْسَمُ
                                                                    وَلَقَلَّمَا وَجَدَ الْمَرِيضُ لِدَائِهِ
                                                                            بُرْءًا إذَا كَانَ الطَّبِيبَ الْمُسْقِمُ
                                                                    ووراءَ ما يبدو لعَينِكِ من ضَنى ً
                                                                            وَجدٌ بأَثْناءِ الضُّلوعِ مُكَتَّمُ
                                                                    إنْ كنتِ يَقْظى بالسلامِ بخيلة ً
                                                                            فمُرِي الخيالَ يَمُرُّ بي فيُسَلِّمُ
                                                                    وعِدي بوَصلِكِ في المنامِ لعلَّها
                                                                            تَرْجُو لِقَاءَكِ مُقْلَتِي فَتَهَوَّمُ
                                                                    أَعْرَضْتِ عَنْ شَيْبِي وَأَنْتِ جَنَيْتِهِ
                                                                            نَفْسِي الْفِدَاءُ لِمُجْرِمٍ يَتَجَرَّمُ
                                                                    إمَّا نَرَيْنِي جَاثِماً فَلَطَالَمَا
                                                                            رَكَّضْتُ أُنْجِدُ فِي الْبِلاَدِ وَأُتْهِمُ
                                                                    وجرَرْتُ ذيلَ شَبيبَتي وخَلاعَتي
                                                                            وأَسَمْتُ خيلَ بِطالَتي لا أسأَمُ
                                                                    فاليومَ وجهُ مَطالِبي فدونَ ما
                                                                            أرجوهُ منها بابُ بأسٍ مُرْدَمُ
                                                                    وَلَئِنْ رَمَيْنَنِي الْخُطُوبُ بِمُقْصِدٍ
                                                                            من صَرفِهِنَّ فللنوائبِ أسهُمُ
                                                                    أَوْ أَخَّرَتْنِي الْحَادِثَاتُ وَلَمْ أَزَلْ
                                                                            بفَضائلي وخَصائصي أتَقدَّمُ
                                                                    فَالدَّهْرُ لاَ شُكِرَتْ مَسَاعِيهِ بِتَأْ
                                                                            خِيرِ الْفَضَائِلِ مُسْتَهَامٌ مُغْرَمُ
                                                                    دَهْرٌ رَمَانِي فِي قَرَارَة ِ مَنْزِلٍ
                                                                            ضَنْكٍ نَهارِي فيهِ ليلٌ مُعتِمُ
                                                                    لَيلي بهِ لَيلُ السليمِ وإنّني
                                                                            لِلْهَمِّ وَالْبُرَجَاءِ فِيهِ لَمُسْلَمُ
                                                                    مُتَهَضِّماً فضْلي الأبيُّ ولمْ يكنْ
                                                                            لَوْلاَ الزَّمَانُ وَغَدْرُهُ يَتَهَضَّمُ
                                                                    فَمَتَى يُقَوِّضُ رَاحِلاً عَنْ سَاحَتِي
                                                                            هَمٌّ عَلَيَّ بِمَا يَنُوءُ مُخَيِّمُ
                                                                    أَنَا يَا زَمَانِي إنْ تَطَأْ مِنْ مَنْكِبِي
                                                                            ضَرَعاً لِظُلْمِي مِنْ خُطُوبِكَ أَظْلَمُ
                                                                    هَيهاتَ لا يعبا بحَملِ عظيمة ٍ
                                                                            مَن كانَ ناصِرَهُ الإمامُ الأعظمُ
                                                                    النَّاصِرُ الْمَنْصُورُ جَيْشُ لِوَائِهِ
                                                                            ومَعاطِسُ الأعداءِ جُدْعٌ رُغَّمُ
                                                                    نَصَرَتْهُ أَمْلاَكُ السَّمَاءِ فِمُرْدِفٌ
                                                                            منهمْ يُقاتلُ دونَهُ ومُسَوَّمُ
                                                                    الْخَاشِعُ الأَوَّابُ يُقْدِمُ حَاسِراً
                                                                            في الرَّوعِ وهْوَ عنِ المَحارِمِ مُحجِمُ
                                                                    لا يَرتَضي لُبْسَ الحديدِ بَسالة ً
                                                                            فَكَأَنَّهُ لُبْسُ الْحَدِيِدِ مُحَرَّمُ
                                                                    فَعَتَادُهُ عَضْبُ الْمَضَارِبِ بَاتِرٌ
                                                                            وَأَصَمُّ عَسَّالٌ وَأَجْرَدُ شَيْظَمُ
                                                                    رأيٌ يَفُلُّ البِيضَ وهْيَ حَدائدٌ
                                                                            وَسُطًى تَرُدُّ الْجَيْشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ
                                                                    يُصْلي الأعادي نارَ كلِّ كريهة ٍ
                                                                            يَشوي الوجوهَ حَريقُها المُتَضَرِّمُ
                                                                    وَبِحُبِّهِمْ يَرْجُو الشَّفَاعَة َ مُجْرِمُ
                                                                            زَجَلُ الْكُمَاة ِ وَصَوْبُ عَارِضِهَا الدَّمُ
                                                                    فزمانُهمْ بالرعبِ منهُ ليلة ٌ
                                                                            لَيلاءُ أو يومٌ عَبوسٌ أَيْوَمُ
                                                                    فَالْبِيضُ تُغْمَدُ فِي الْمَفَارِقِ وَالطُّلَى
                                                                            والسَّمْهَرِيّة ُ في الضلوعِ تُقَوَّمُ
                                                                    وَرِثَ النُّبُوَّة َ مِنْبَراً وَخِلاَفَة ً
                                                                            وتَقِيّة ً فعليهِ منها مِيسَمُ
                                                                    فَلِمَنْكِبٍ وَلِعَاتِقٍ وَلِخِنْصِرٍ
                                                                            مِنْهُ ثَلاَثٌ قَدْرُهُنَّ مُعَظَّمُ
                                                                    بُرْدٌ وَسَيْفٌ لاَ يُفَلُّ وَخَاتِمٌ
                                                                            فَمُجَلْبَبٌ ومُقلَّدٌ ومُخَتَّمُ
                                                                    فالرِّفْدُ تَبسُطُهُ يدٌ مَبسوطة ٌ
                                                                            وَالْجَوْرُ يَحْسِمُهُ حُسَامٌ مِحْذَمُ
                                                                    مُتَيَقِّظٌ يَرْعَى الرَّعَايَا طَرْفُهُ
                                                                            ـيرَانُ الْوَقَائِعِ فَهْوَ مُسْدٍ مُلْحِمُ
                                                                    أَلْقَائِدُ الْغُلْبَ الْكُمَاة َ عَوَابِساً
                                                                            والبِيضُ في أَيْمانِهمْ تَتبسَّمُ
                                                                    من غِلْمة ٍ بجَمالِهمْ نارُ الهوى
                                                                            وَبِبَأْسِهِمْ نَارُ الْوَغَى تَتَضَرَّمُ
                                                                    سِيَّانِ سِلْمُهُمُ وَحَرْبُهُمُ فَمَا
                                                                            يَنفكُّ يَقطُرُ من أكُفِّهمُ الدمُ
                                                                    تُرْكٌ إذَا لَبِسُوا التَّرَائِكَ أَيْقَنَتْ
                                                                            صُمُّ العوالي أنّها سَتُحَطَّمُ
                                                                    يَزْدَادُ إشْرَاقاً ضِيَاءُ وُجُوهِهِمْ
                                                                            وَالْجَوُّ بِالْهَبَوَاتِ أَرْبَدُ أَقْثَمُ
                                                                    فهمُ إذا حسَروا ظباءُ خَميلة ٍ
                                                                            وهمُ أُسودُ شَرى إذا ما اسْتَلأَموا
                                                                    رَكِبُوا الدَّيَاجِيَ وَالسُّرُوجُ أَهِلَّة ٌ
                                                                            وَهُمُ بُدُورٌ وَالأَسِنَّة ُ أَنْجُمُ
                                                                    فكأنَّ إيماضَ السيوفِ بَوارِقٌ
                                                                            وعَجاجَ خَيلِهمُ سَحابٌ مُظلِمُ
                                                                    مِنْ كُلِّ رَيَّانِ الْمَعَاطِفِ خَصْرُهُ
                                                                            كَمُحِبِّهِ مِنْ رِدْفِهِ يَتَظَلَّمُ
                                                                    فِي ثِنْيِ بُرْدَتِهِ قَضِيبُ نَقًى فَفِي
                                                                            الدِّرْعِ المُفاضة ِ منهُ طضودٌ أيهَمُ
                                                                    بَشَرٌ أَرَقُّ مِنَ الزُّلاَلِ وَتَحْتَهُ
                                                                            كالصخرِ قلبٌ لا يَرِقُّ فيَرحَمُ
                                                                    يُصْمِي الْخَلِيَّ بِطَرْفِهِ وَبِكَفِّهِ
                                                                            يُصْمِي الْكَمِيَّ فَجُؤْذَرٌ أَمْ ضَيْغَمُ
                                                                    هو تارة ً للحُسنِ في أترابِهِ
                                                                            علَمٌ وطَوراً في الكتيبة ِ مُعْلَمُ
                                                                    خَلَطَ الْحَمَاسَة َ بِالنَّسِيبِ فَقُلْ لَهُ
                                                                            وغِرارُ نصلٍ في الرِّقابِ مُحَكَّمُ
                                                                    عَزَمَاتُ مَنْصُورِ السَّرَايَا هَمُّهُ
                                                                            في نُصرة ِ الدينِ الحنيفِ مُقسَّمُ
                                                                    قَرْمٌ بِأَعْبَاءِ الْخِلاَفَة ِ نَاهِضٌ
                                                                            صَبٌّ بتدبيرِ الممالكِ قَيِّمُ
                                                                    مُتَبَسِّمٌ يَوْمَ النَّدَى لِعُفَاتِهِ
                                                                            كَرَماً وَفِي وَجْهِ الزَّمَانِ تَجَهُّمُ
                                                                    يَغْشَى الطِّعَانَ فَلاَ يُرَاعُ جَنَانُهُ
                                                                            ويجُودُ بالدنيا فلا يَتنَدَّمُ
                                                                    يا ابنَ الأئمّة ِ والهُداة ِ ومنْ إلى
                                                                            أَحسابِهمْ يُنْمى الحَطيمُ وزَمزَمُ
                                                                    ما عُدَّ مجدٌ أوّلٌ مُتقادِمٌ
                                                                            إلاّ ومجدُهمُ المُؤَثَّلُ أقدَمُ
                                                                    آلُ الرسالة ِ بالصلاة ِ عليهمُ
                                                                            والحمدِ يُفتتَحُ الصلاة ُ وتُختَمُ
                                                                    قومٌ على أبياتِهمْ تَتنزَّلُ الْـ
                                                                            أملاكُ والمَبعوثُ أحمدُ منهمُ
                                                                    بَوَلاَئِهِمْ يُعْطَى الْوَسِيلَة َ مُؤْمِنٌ
                                                                    وَبِهَدْيِهِمْ عُرِفَ الضَّلاَلُ مِنَ الْهُدَى
                                                                            وَبِفَضْلِهِمْ نَزَلَ الْكِتَابُ الْمُحْكَمُ
                                                                    مِنْ نُورِ أَوْجُهِهِمْ إذَا مَرُّوا بِهَ
                                                                            يومَ القيامة ِ تَستعيذُ جهنَّمُ
                                                                    فَکسْلَمْ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ فَإنَّنَا
                                                                            بكَ ما سلِمْتَ من المخاوفِ نَسلَمُ
                                                                    وَکنْصِتْ لَهَا حَضَرِيَّة ً بَدَوِيَّة َ الْ
                                                                            أَنْسَابِ لَمْ يُفْتَحْ بِشَرْوَاهَا فَمُ
                                                                    ما جاوَزَتْ رِيفَ العراقِ وإنّها
                                                                            بلسانِ حاضرِ طَيِّئٍ تَتكلَّمُ
                                                                    مِدَحاً غَدَتْ لِسَمَاءِ مَجْدِكَ أَنْجُماً
                                                                            فبها شياطينُ العداوة ِ تُرجَمُ
                                                                    عُرْباً فِصاحاً يَستَعيرُ فَطانة ً
                                                                            وَفَصَاحَة ً مِنْهَا الْبَلِيدُ الأَعْجَمُ
                                                                    تُرْوَى فَتُحْدِثُ فِي الْمَعَاطِفِ نَشْوَة ً
                                                                            فَمُدِيرُهَا طَرَباً بِهَا يَتَرَنَّمُ
                                                                    أَسُلاَفُ خَمْرٍ فِي كُؤُوسِكَ أَمْ دَمُ
                                                                    لَمْ يَمْدَحِ الْخُلَفَاءَ قَبْلُ بِمِثْلِهَا
                                                                            فِيمَا رَوَيْنَاهُ الْوَلِيدُ وَمُسْلِمُ
                                                                    أُشْجي بها الحَكَمِيَّ لو حاكَمْتُهُ
                                                                            لكِنْ تَعَذَّرَ بَيْنَنَا مَنْ يَحْكُمُ
                                                                    خَدَمُ تَزُورُكَ فِي الْمَوَاسِمِ لاَ خَلاَ
                                                                            منها ولا من ظلِّ مُلكِكَ مَوسِمث