عَدَّ نُصْحَاً مَلاَمِيَ الْعُذَّالُ - سبط ابن التعاويذي
عَدَّ نُصْحَاً مَلاَمِيَ الْعُذَّالُ
                                                                            فمُحالٌ عنها السلُوُّ مُحالُ
                                                                    أينَ منّي السلُوُّ لا أينَ رَعيُ العَهدِ كَلاّ كِلاهُما لا يُنالُ
                                                                            َمَالَ عَلَى ضَعْـ
                                                                    ـفِيَ فِي الْحُبِّ قَدُّهُ الْمَيَّالُ
                                                                            في الهوى لا بقلبِكَ البَلْبالُ
                                                                    كفِلَتْ أنّني أَذُوبُ نُحولاً
                                                                            في هواها الخُصورُ والأَكْفالُ
                                                                    وحَبيبِ الإعراضِ حُلوِ التّجَنِّي
                                                                            فيهِ تيهٌ مُعَشِّقٌ ودَلالُ
                                                                    عَبَّدَتْنِي لَهُ وَمَا كُنْتُ عَبْداً
                                                                            صِحّة ٌ في جفونِهِ واعتِلالُ
                                                                    حَارَ طَرْفِي فِيهِ أَبَدْرُ سَمَاءٍ
                                                                            هُوَ أَمْ خُوطُ بَانَة ٍ أَمْ غَزَالُ
                                                                    زارَني مُوهِناً تَنُمُّ وِشا
                                                                            حاهُ عليهُ ويَكتُمُ الخَلْخالُ
                                                                    أَعْجَلَتْنِي أَنَاتُهُ حِينَ أَسْرَى
                                                                            وَکسْتَخَفَّتْ حِلْمِي خُطَاهُ الثِّقَالُ
                                                                    بِتُّ أَشْكُوا إلَيْهِ غُلَّة َ صَدْرِي
                                                                            وَبِفِيهِ لَوْ شَاءَ عَذْبٌ زُلاَلُ
                                                                    فَحَنَا عَاطِفاً مُقِيلاً وَكَانَتْ
                                                                            عَثرَة ُ الحُبِّ عندَهُ لا تُقالُ
                                                                    وَسَقَانِي مِنْ كَفِّهِ وَثَنَايَا
                                                                            ـهَا وَفِيهَا مِنْ خَدِّهِ جِرْيَالُ
                                                                    يَا بَعِيدَ الْمِثَالِ غَادَرَنِي طَوْعاً
                                                                            قُ وفي فيكَ تُضربُ الأمثالُ
                                                                    ـبِ وَقَدْ طَبَّقَ الثَّرَى الإمْحَالُ
                                                                            لكَ والحُسنُ شاهدٌ والجمالُ
                                                                    عُهدَة ٌ في يدَيْكَ منها بأنْ صِرْ
                                                                            تَ أَمِيراً عَلَيْهِمُ إسْجَالُ
                                                                    أَلوَفيُّونَ بالعهودِ إذا الأخلا
                                                                            فُ آبَتْ منها القُوى والحِبالُ
                                                                    في ظهورِ الجِيادِ منهمْ أُسودٌ
                                                                            وَصُدُورِ الدُّسُوتِ مِنْهُمْ جِبَالُ
                                                                    نَهَضَاتٌ يَوْمَ الْجِلاَدِ خِفَافٌ
                                                                            وحُلومٌ يومَ الجِدالِ ثِقالُ
                                                                    لَقِحَتْ عندَهُ الأماني وعهدي
                                                                            بِأَمَانِي الصُّدُورِ وَهْيَ حِيَالُ
                                                                    شابَ مع غُرّة ِ الحداثة ِ رأياً
                                                                            واعتِزاماً فتَمَّ وهْوَ هِلالُ
                                                                    سارَ سَيرَ السحابِ في الناسِ جَدوا
                                                                            هُ فمنهُ في كلِّ أرضٍ سِجالُ
                                                                    يا أبا نصرٍ المُرَجّى إذا لم
                                                                            يَبْقَ خَلْقٌ يُرْجَى لَدَيْهِ النَّوَالُ
                                                                    فَأَعِنِّي بِجُبَّة ٍ أَشْهَدُ الْحَرْ
                                                                            بَ بها قبلَ أنْ يجِدَّ القتالُ
                                                                    لاَ عَدَتْ رَبْعَكَ التَّهَانِي وَلاَ زَا
                                                                            لَ مُنيخاً ببابِكَ الإقْبالُ
                                                                    وهَنا الناسَ عيدُهمْ بكَ فالنا
                                                                            سُ على جُودِ راحتَيْكَ عِيالُ
                                                                    بَالِغاً فِي غُصُونِ دَوْحَتِكَ الْـ
                                                                            ـغَنَّاءُ أَقْصَى مَا تَنْتَهِي الآمَالُ
                                                                    تَتَّقِي زَأْرَكَ الأُسُودُ وَتَسْتَأْ
                                                                            سِدُ من حولِ غِيلِكَ الأَشْبالُ
                                                                    في بقاءٍ لا يَقتَضيهِ انقِضاءٌ
                                                                            وَنَعِيمٍ لاَ يَعْتَرِيهِ زَوَالُ