أنوك من عبد ومن عرسه - المتنبي
أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ
                                                                            مَنْ حَكّمَ العَبدَ على نَفسِهِ
                                                                    وَإنّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيمُهُ
                                                                            تَحَكُّمَ الإفْسَادِ في حِسّهِ
                                                                    مَا مَنْ يَرَى أنّكَ في وَعْدِهِ
                                                                            كَمَنْ يَرَى أنّكَ في حَبْسِهِ
                                                                    لا يُنْجِزُ الميعادَ في يَوْمِهِ
                                                                            ولا يَعي مَا قالَ في أمْسِهِ
                                                                    وَإنّمَا تَحْتَالُ في جَذْبِهِ
                                                                            كَأنّكَ المَلاّحُ في قَلْسِهِ
                                                                    فَلا تَرَجَّ الخَيرَ عندَ امْرِىءٍ
                                                                            مَرّتْ يَدُ النّخّاسِ في رَأسِهِ
                                                                    وَإنْ عَرَاكَ الشّكُّ في نَفْسِهِ
                                                                            بحَالِهِ فانْظُرْ إلى جِنْسِهِ
                                                                    فَقَلّ ما يَلْؤمُ في ثَوْبِهِ
                                                                            إلاّ الذي يَلْؤمُ في غِرْسِهِ
                                                                    مَنْ وَجَدَ المَذْهَبَ عَنْ قَدْرِهِ
                                                                            لم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنْسِهِ