أَسعيدُ هل لكَ في زيارة ِ مَنزِلٍ - السري الرفاء
أَسعيدُ هل لكَ في زيارة ِ مَنزِلٍ
                                                                            تُثْنِي عليه جَوانحُ الزُّوَّارِ
                                                                    رَحْبٍتلاقي الجُدْرَ منه ينابعٌ
                                                                            و تَرى السَّماءَ عليه كالأقمارِ
                                                                    ينضو الحَيِيُّ الوجهِ ثوبَ حيائِه
                                                                            فيهفيخطِرُ كالحُسامِ العاري
                                                                    متقلِّباً في نَعمَة ٍ فَضفاضَة ٍ
                                                                            جُعلَتْ له عِوَضاً من الأَطمارِ
                                                                    ما عاينَ البادونَ يوماً فضلَه
                                                                            إلا وأحفَظَهَمْ على الحُضَّارِ
                                                                    و لربَّما استمتعْتَ فيه بنُزهَة ٍ
                                                                            لولاه لم تَبرُزْ من الأستارِ
                                                                    و تَرى على جُدرانِه بُهُمَ الوَغى
                                                                            يَخطِرْنَ ما بينَ القَنا الخطَّارِ
                                                                    سُلَّتْ سيوفُهُمُ بغَيرِ بوارِقٍ
                                                                            و جَرَتْ جيادُهُمُ بغيرِ غُبارِ
                                                                    زَحفانِ لم يَحْظَ العزيزُ برُتبَة ٍ
                                                                            فيهمو لا آبَ الّذليلُ بعارِ
                                                                    و منعَّمِينَعن الشمالِ بمَعزِلٍ
                                                                            لبِسوا السُّعودَ بغَفْلَة ِ الأقدارِ
                                                                    هذا يناولُه النديمُ تحيَّة ً
                                                                            حسُنَتو ذا يَحظَى بكأسِ عُقارِ
                                                                    عيشٌ لهم بَعُدَتْ حقيقتُهو إن
                                                                            قَرُبَتْ محاسنُه من الأبصارِ
                                                                    حتى إذا نَعِمَتْ به أجسامُنا
                                                                            و قَضَتْ به وطَراً من الأوطارِ
                                                                    مِلْنا إلى حُسْنِ الصَّبوحِ وطيبِه
                                                                            إنَّ الصَّبوحَ مَطِيَّة ُ الأحرارِ
                                                                    و أحقُّ يَومٍ بالمُدامِ وشُربِها
                                                                            يومٌ حباكَ بدِيمَة ٍ مِدرارِ