قل لأبي جعفر وإن له - البحتري
قُلْ لأبي جَعْفَرٍ، وإنّ لَهُ
                                                                            يَداً يَنَالُ البَعيدُ نَائِلَهَا
                                                                    تَأبَى يَدُ الغَيْثِ أنْ تُسَاجِلَهَا،
                                                                            وَيَقْصُرُ الدّهْرُ أنْ يُطَاوِلَهَا
                                                                    بَقِيتَ في وائلٍ، فَحِينَئِذٍ
                                                                            تَبْقَى رُبَى المَجْدِ وَالعَلاءِ لَهَا
                                                                    مَنَعْتَ بالمُرْهَفَاتِ جَارِمَهَا،
                                                                            وَعُلْتَ بالمَكْرُمَاتِ عَائِلَهَا
                                                                    تُعَدُّ أفْعَالُكَ الحَصِينَةُ، إنْ
                                                                            قَبيلَةٌ عَدّدَتْ مَعَاقِلَهَا
                                                                    كَمْ لكَ فيها مِنْ نَائِلٍ ونَدَّى،
                                                                            سُدْتَ بِهِ بَكْرَها وَوَائِلَهَا
                                                                    أُذيعُ جَدْوَاكَ أمْ أكُونُ كَمَنْ
                                                                            يَكْتُمُ شُؤبُوبَهَا وَوَابِلَهَا
                                                                    هَا إنّهَا نِعْمَةٌ، إذا ذُكِرَتْ،
                                                                            كانَتْ عَطَاءً، وَكُنْتَ باذِلَهَا
                                                                    لَنْ يَتَوَلّى إتْمَامَ آخِرِهَا،
                                                                            إلاّ كَرِيمٌ أنْشَا أوَائِلَهَا
                                                                    كُنْتُ بِبَدْءِ الإحْسانِ عاجِلَهَا،
                                                                            فكُنْ بعَوْدِ الإحْسَانِ آجِلَهَا