لم لا ترق لذل عبدك - البحتري
لِمْ لا تَرِقُّ لِذُلّ عَبْدِكْ،
                                                                            وَخُضُوعِهِ، فتَفي بوَعْدِكْ
                                                                    إنّي لأسْألُكَ القَلِيـ
                                                                            ـلَ، وأتّقي مِنْ سُوءِ رَدّكْ
                                                                    وأمَا وَوَصْلِكَ بَعْدَ هَجْـ
                                                                            ـرِكَ، واقتِرَابِكَ بَعدَ بُعْدِكْ
                                                                    لا لُمْتُ نَفْسِي في هَوَا
                                                                            كَ وَلا انحَرَفْتُ لطُولِ صَدّكْ
                                                                    وَلَئِنْ أسَأتُ كَمَا تُسِي
                                                                            ءُ لَما وَدِدْتُكَ حقَّ وُدّكْ
                                                                    قُلْ للخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ،
                                                                            أعْيَا الرّجَالَ مَكَانُ نِدّكْ
                                                                    أيُّ امرِىءٍ يَسْمُو سُمُـ
                                                                            ـوَّكَ، أو يَجىءُ بمثلِ مَجدِكَ
                                                                    وعَلا قُصَيّكَ، أوْ قُرَيْـ
                                                                            ـشِكَ، أو نِزَارِكَ، أوْ مَعَدّكْ
                                                                    بَاعٌ تُمدُّ بِهِ النّبُـ
                                                                            ـوّةُ، والخِلاَفَةُ قَبْلَ مَدّكْ
                                                                    أحْرَزْتَ مِيرَاثَ الرّسُو
                                                                            لِ بسُهْمَةِ العَبّاسِ جَدّكْ
                                                                    وَوَصَلْتَ عَفْوَكَ يا أمِيـ
                                                                            ـرَ المُؤمِنِينَ لَنَا بِجُهْدِكْ
                                                                    وَرَعَيْتَنَا، فَأرَيْتَنَا
                                                                            سَنَنَ الرّشادِ بِحُسْنِ قَصْدِكْ
                                                                    حَسُنَتْ لَنَا الدُّنْيَا بِحَمْـ
                                                                            ـدِ الله رَبَّكَ ثُمّ حَمْدِكْ
                                                                    وعَلَيْكَ مِنْ سِيمَا النّبِـ
                                                                            ـيّ مَخَايِلٌ شَهِدَتْ بِرُشدِكْ
                                                                    تَبْدُو عَلَيْكَ، إذا اشْتَمَلْـ
                                                                            ـتَ ببُرْدِهِ، من فوْقِ بُرْدِكْ
                                                                    أعزَزْتَ أُمّةَ أحْمَدٍ
                                                                            بالفَاضِلِينَ، وُلاةِ عَهدِكْ
                                                                    فَهُمُ جَمِيعاً يَحْمَدُو
                                                                            نَ، وَيَشكُرُونَ جَميلَ رِفْدِكْ
                                                                    مُتَمَسّكِينَ بِبَيْعَةٍ،
                                                                            أحْكَمْتَهَا بَوَثِيقِ عَقدِكْ
                                                                    فَاسْلَمْ لَهُمْ وَلِسُؤدَدٍ
                                                                            أصْبَحتَ فيهِ نَسيجَ وَحْدِكْ