الآن أيقنت أن الرزق أقسام - البحتري
الآنَ أَيْقَنْتُ أَنَّ الرِّزْقَ أَقسَامُ
                                                                            لمَّا تَقلَّدَ أَمْرَ البُرْدِ حَجَّامُ
                                                                    صَانَ القِوَارِيرَ خَوْفَ العَزْلِ في سَفَطٍ
                                                                            فِيهِ مَشَارِطُ لا تُحْصى وأَجْلاَمُ
                                                                    حَتَّى إِذا خَفَّ بالجُلاَّسِ مَجْلِسُهُ
                                                                            ودَارَ فِيهِ لَهُمْ نَقْضٌ وإِبْرَامُ
                                                                    نادَى بسَوْسَنَ أَنْ هَاتِ الأَدَاةَ فَمَا
                                                                            قَلَّبْتُهَا لاِِّتصالِ الشُّغْلِ مُذْ عامُ
                                                                    فجَاءَهُ بِتَقارِيضٍ ومَرْهَفةٍ
                                                                            من المَوَاسِي لَهَا في الحَلْقِ إِحْكَامُ
                                                                    مَصُونَةٍ فِي مَنَاديلٍ مُطَيَّرَةٍ
                                                                            قد زَانَها حُسْنُ تَطْريزٍ وأَعْلاَمُ
                                                                    فَعِنْدَ ذلك تُلْفِيهِ أَخَا جَدَلٍ
                                                                            جَمٍّ يَطُوفُ عَلَيْهَا الكَأْسُ والجَامُ
                                                                    وَيَكْلَفُ الْوَجْهُ مِنْهُ حِينَ يَفْقِدُها
                                                                            كأَنَّهُ لارْبِدَادِ الوَجْهِ فَحَّامُ
                                                                    كأَقْطَعِ الكَفِّ هَادٍ عِنْدَ رُؤْيَتِها
                                                                            فَإِنْ نَأَتْ هاجَهُ ضُرٌّ وأَسْقَامُ
                                                                    لو أَنَّ أَرْضاً بَكَتْ شَجْواً لحادِثةٍ
                                                                            حَلَّتْ ، إِذاً لَبَكَتْ مِنْ أَجْلِهِ الشَّامُ