بقايا جـَسـَدْ /بقايا قصيدة - محمد عريقات
1/
                                                                    حينَ استعصمتُ
                                                                    بحبلِ غسيلِ
                                                                    الجارةِ
                                                                    كان عماء
                                                                    الألوان يزغللُ
                                                                    حملقـَتي فيما يؤطِرُ
                                                                    بهوَ النهدِ
                                                                    وقـُطـْرَ الفخذينْ .
                                                                    2/
                                                                    النادِلُ
                                                                    يجهلُ كُنهَ الخمرةِ
                                                                    في الكأسِ الناشِفِ
                                                                    فوقَ شفاهي
                                                                    ولذلكَ يسكـُبـُها
                                                                    مغتبطاً
                                                                    صـَحوَه .
                                                                    3/
                                                                    حينَ رمتني
                                                                    الحاجة ُ
                                                                    وتلقفني
                                                                    العُسْرُ
                                                                    شتمتُ
                                                                    أبي
                                                                    4/
                                                                    الأبيضُ
                                                                    ممتلئٌ بفراغِهِ
                                                                    لا يتقِنُ غيرَ
                                                                    الصـَّفحِ
                                                                    كذلكَ قلبي
                                                                    الذي ابيضَّ
                                                                    حتى السَّوادْ
                                                                    5/
                                                                    حينَ هَجَرتني
                                                                    بالمضاجِع ِأدركتُ
                                                                    أنَ لِيَدي
                                                                    وهج
                                                                    أنوثة
                                                                    6/
                                                                    حينما متُّ
                                                                    وواراني الرملُ
                                                                    جلستُ أحدِّق
                                                                    في اللاشيءِ
                                                                    وأبكي
                                                                    ما أقسى القبرَ
                                                                    بلا مَلـَكينِ
                                                                    حَميمينًْ !
                                                                    7/
                                                                    حينَ حلمتُ
                                                                    بولدٍ صالحْ
                                                                    سقطت منـّي
                                                                    النطفة في شِقِّ
                                                                    الأرضِ
                                                                    وحينَ اكتملَ
                                                                    الطورُ التاسِعِ
                                                                    أسميتـُهُ
                                                                    ابليسْ
                                                                    8/
                                                                    في قصيدتي
                                                                    الفاعِلُ المرفوعُ
                                                                    فضَّ بكارةَ َ
                                                                    كانَ
                                                                    وأخواتِها
                                                                    9/
                                                                    تحتَ شبابيكِ
                                                                    الحلوةِ
                                                                    أقسِمُ أني
                                                                    جامعتُ الظلَ
                                                                    وبللتُ
                                                                    رصيفْ
                                                                    10/
                                                                    كيفَ أنسى ؟
                                                                    ما دامَ
                                                                    بحارتنا
                                                                    ديكٌ
                                                                    وهنالكَ
                                                                    قـَمـَرُ
                                                                    11/
                                                                    حينَ يا أمّي
                                                                    هربتُ لحِضنِها
                                                                    كانت ملامِحُهُ
                                                                    تشابهُ حضنـَكِ
                                                                    لكنـَّهُ افتقدَ
                                                                    الرِّضا
                                                                    12/
                                                                    حينَ بحثتُ
                                                                    عن الجسَدِ
                                                                    الطاهِرِ
                                                                    كانت آثارُ
                                                                    الأقدامِ تدُلُُّ
                                                                    ضياعي
                                                                    إليهِ
                                                                    13/
                                                                    بلقيس
                                                                    بلقيس
                                                                    سأعبدُ
                                                                    الهدهدْ
                                                                    14/
                                                                    سَرَقوا آلِهتي
                                                                    ورَموا يَهوه
                                                                    يرتـِّلُ في المعبدِ
                                                                    وحدَهُ :
                                                                    يا كنعان
                                                                    سأعبدُ
                                                                    وَطـَنـَكْ
                                                                    15/
                                                                    حينَ آثرتُ
                                                                    الشهوة َ
                                                                    عن أيِّ شعورٍ
                                                                    يتسللُ للحب
                                                                    أصبحتُ لجِسمِكِ
                                                                    إسكافي
                                                                    16/
                                                                    حينَ أرقـُصُ
                                                                    من فرحٍ
                                                                    مبهَمٍ
                                                                    يَهيلُ على
                                                                    القلبِ
                                                                    سَفحُ الكآبـَةِ
                                                                    مُتـَّسِماً
                                                                    بالوضوحْ
                                                                    17/
                                                                    لأمـّي البسيطةِ
                                                                    حلمُ راهِبةٍ
                                                                    في اقتناءِ
                                                                    السماءْ
                                                                    وحلمٌ أضعتُ
                                                                    بهِ العمرَ أبحثُ
                                                                    تحتَ أقدامِها
                                                                    جنـَّة ً
                                                                    في أ َقاصي
                                                                    الحـذاءْ.