طلاقـُكِ هذا يزفُّ الغياب - محمد عريقات
غدت منـّي مطلقة ً نـَوَارُ ... الفرزدق
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    يزفُّ حضوري لأنثى الغيابِ
                                                                    وإن لم يكنْ عـُرسُها أبيضُ
                                                                    وإن أيقنَ الناسُ حفلَ السرابِ
                                                                    فها أنذا اليومَ أنهضُ
                                                                    من حـُلـُمي أنهـَضُ !
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    يؤجـِّـلُ قافية ً تشتـَهيكِ
                                                                    ويفرِغـُني حينَ يسرِقُ
                                                                    ما بِيْ /
                                                                    فلا شيءَ دوني هنا يحتويكِ
                                                                    ولا شيءَ دونكِ يُملي قِرابي
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    رجوعُكِ للدربِ حيثُ
                                                                    انتهى .
                                                                    وحيثُ انتحلتُ مكاناً لآخـَرْ
                                                                    وذاكَ الذي بيننا
                                                                    يشتهى
                                                                    ليسَ إلا الذي كانَ
                                                                    في الأمسِ آزرْ
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    البطيء شجونْ
                                                                    يمزّقني حيثُ أبدو مِزَقْ
                                                                    فيهجرني العطرُ / عطركِ
                                                                    كاليانَسونْ ، إذا لم يفـُحْ
                                                                    كيفَ يدعى الذي
                                                                    في الخوابي عـَرَقْ !
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    على النفسِ صعبٌ
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    فراقٌ أكيدْ
                                                                    وكنت وحبـّي مع
                                                                    الناسِ حَربٌ
                                                                    دخلتُ لأخرُجَ
                                                                    منها الشهيدْ
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    استفزَّ الذهولْ
                                                                    ليبكي الذي أغدقتْ
                                                                    أدمُعه ...
                                                                    ولا شيء يجدُرُ
                                                                    غيرَ الكحولْ
                                                                    لينسى الذي فيهما
                                                                    يوجعُه ...
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    وداعٌ لذاتي
                                                                    وداعُ الكمنجةِ
                                                                    للأغنياتْ
                                                                    لأستقبلَ الآنَ
                                                                    حبرَ الدواةِ
                                                                    أجسـِّدُ طيفكِ
                                                                    والذكرياتْ
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    طلاقٌ تأخـّرْ
                                                                    وحبـّكِ هذا الكثيفُ
                                                                    رذاذ ْ
                                                                    إذا اشتعلَ الحبُّ
                                                                    فيَّ تبخـّرْ
                                                                    وكانَ لهُ البعدُ عنّي
                                                                    ملاذ ْ
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    كـَرَفِّ السنونو
                                                                    يحلـِّقُ بينَ سمائي
                                                                    وأرضي
                                                                    فهل لذّة الحبِّ
                                                                    أنـّي أكونُ
                                                                    كفاصِلةٍ بينَ بعضي
                                                                    وبعضي ؟!
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    صراخُ المقابِرِ فيَّ
                                                                    تـَعـَمـّدْ
                                                                    بماءِ المحبـَّةِ والنـّايُ
                                                                    يشدو
                                                                    أتوا بالجنازةِ لي يا
                                                                    مُحمـّدْ
                                                                    ولم يأنس الموت
                                                                    جسمكَ
                                                                    بـَعـْدُ !
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    الذي لا أصدِّقُ
                                                                    مثلَ حَكايا الثوابِ /
                                                                    العقابْ
                                                                    ليسلبني العَدلُ
                                                                    حيثُ سأخلقُ
                                                                    ذاكَ بنورٍ وذا من
                                                                    ترابْ
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    القديمُ / الجديدْ
                                                                    الذي من أقاصي
                                                                    الكلامِ يطلُّ
                                                                    كباعوضةِ الصيفِ
                                                                    تهمِسُ / يا ذا العنيد
                                                                    الذي لا يملُّ ...!
                                                                    .
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    التصاقُ المتيّمْ /
                                                                    بمرآتِهِ / الروحُ /
                                                                    أنتِ / الغيابُ
                                                                    يُهيئ ُفوقَ رياحِ
                                                                    المسافاتِ سرجاً
                                                                    طلاقـُكِ هذا
                                                                    مناجاة مريَمْ
                                                                    لو كانَ لي رغمَ
                                                                    أنفِ التوحُّدِ
                                                                    لو كانَ زوجاً ...