كيفَ النّـزُوعُ عن الصّبـا والكـاسِ - أبو نواس
كيفَ النّـزُوعُ عن الصّبـا والكـاسِ
                                                                            قِسْ ذا لنا يا عاذلي بقِياسِ
                                                                    وإذا عــددْتُ سِنيّ كمْ هيَ ، لم أجِـدْ
                                                                            للشّيْبِ عُذْراً في النُزولِ برَاسي
                                                                    قـالوا شَمِـطْت ؛ فـقـلتُ ما شمطَـتْ يدي
                                                                            عن أن تحثّ إلى فمي بالكَاسِ
                                                                    صفْرَاءُ، زانَ رُواءَهَا مخْبورُها،
                                                                            فلها المهذَّبُ من ثَناءِ الحاسي
                                                                    وكـأنّ شـاربَها لفَـرْطِ شُـعـاعِهَــا
                                                                            بـاللّيـلِ ، يكــرَعُ في سنَـا مِـقْـبَـــاسِ
                                                                    وألذَّ من إنْعَامِ خُلّة ِ عاشقٍ
                                                                            نالَتْهُ بعد تصَعبٍ، وشِماسِ
                                                                    فـالرّاحُ طيّـبَـة ٌ ، وليسَ تَمـامُـهـا
                                                                            إلاّ بِـطيـبِ خـلائـقِ الجُــــلاّسِ
                                                                    فـإذا نَـزَعْـتَ عن الغَـوَايـة ِ ، فلْيكُـنْ
                                                                            للـهِ ذاك الــنّـزْعُ لا لــلـنّــاسِ
                                                                    وإذا أردْتَ مـديحَ قــوْمٍ لم تَـمِنْ
                                                                            في مدحهم؛ فامْدَحْ بني العَبّاسِ