نمتُ إلى الصّبحِ، وإبْليسُ لي - أبو نواس
نمتُ إلى الصّبحِ، وإبْليسُ لي
                                                                            في كلّ مـا يؤثمُني خَصْــمُ
                                                                    رأيتُهُ فيالجَوّ مُسْتَـعْلِيـاً ،
                                                                            ثمّ هوَى يَتْبَعُهُ نَجْمُ
                                                                    أرادَ للسّمـعِ اتـراقــاً ، فَمـا
                                                                            عَتّمَ أنْ أهْبَطَهُ الرّجْمُ
                                                                    فـقالَ لي لمّـا هوَى : مَـرْحَباً
                                                                            بتائِبٍ تَوْبَتُهُ وَهْمُ
                                                                    هَلْ لكَ في عَذْراءَ مَمْكُورَة ٍ
                                                                            يَزينُها صَدْرٌ لها فَخْمُ
                                                                    ووارِدٌ جَثْلٌ على مَتْنِها
                                                                            أسودُ ، يحكي لَوْنَـهُ الكَـرْمُ ؟
                                                                    فـقلتُ : لا ! قـال : فتى ً أمرَدٌ
                                                                            يَرْتَجّ منْهُ كَفَلٌ فَعْمُ
                                                                    كأنّـهُ عَـذْراءُ في خِـدْرِها ،
                                                                            ولَيسَ في لَبّتِهِ نَظْمُ؟
                                                                    فـقلتُ : لا ! قال: فتى ً مُسمعٌ
                                                                            يحسنُ منْهُ النّقرُ والنّغْمُ؟
                                                                    فـقلتُ : لا ! قال : ففي كـلّ مـا
                                                                            شابَهَ ما قلتُ لـكَ الحَـزْمُ
                                                                    ما أنا بالآيسِ مِن عَوْدَة ٍ
                                                                            منـكَ ، على رغْمِـكَ يـا فَـدْمُ
                                                                    لَستُ أبا مُرّة َ، إنْ لَمْ تَعُدْ،
                                                                            فغَيرُ ذا من فعلكَ الغشْمُ