قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ، - أبو نواس
قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ،
                                                                            يَرى نظري، فيعلمُ ما أريدُ
                                                                    أقولُ له ، وقد أخْلَتْـهُ عَـيـنٌ
                                                                            من الرّقباءِ ناظرُها حديدُ:
                                                                    اتَمْنــعُ ريقَــكَ المعـسولَ عــنّي ،
                                                                            و أنتَ على الجـدارِ بـه تَجُــودُ ؟!
                                                                    فرَنّقَ مُغْضَباً لحظاتِ عيْنٍ
                                                                            عـلــيه بـغـيـر قَـوّادٍ تــقــود
                                                                    وكادَ يقولُ شيئاً، غيرَ أني
                                                                            سَبَقْتُ إلى اليمين بلا أعودُ!
                                                                    فقالَ: لـو اقتصــرتَ عليـه جُـدْنـا ،
                                                                            ولكنْ قد علمْنَا ما تريدِ!