لَمّا جَفَاني الحبِيبُ، وامتَنَعَتْ - أبو نواس
لَمّا جَفَاني الحبِيبُ، وامتَنَعَتْ
                                                                            عنّـي الرّسـالاتُ منْـهُ والخَـبــرُ
                                                                    اشْتَـدّ شـوْقي ، فـكـادَ يقْـتُلُـنــي
                                                                            ذكْرُ حَبيبي، والهمّ والفكَرُ
                                                                    دعوتُ إبليسَ، ثمّ قلتُ لهُ
                                                                            في خـلـْــوَة ٍ والدّمــوعُ تَـنـْــهَمِـــرُ :
                                                                    أمـا تَـرَى كيْـفَ قد بُـلـيــتُ ، وقدْ
                                                                            أقْرَحَ جفْني البكاءُ والسّهَرُ
                                                                    إنْ أنْتَ لم تُـلْقِ لي الـمـوَدّة َ فـي
                                                                            صدْرِ حبيبي، وأنْتَ مُقتدِرُ
                                                                    لا قلْتُ شعْراً، ولا سمعْتُ غِناً
                                                                            ولا جَرَى في مَفَاصِلي السَّكَرُ
                                                                    ولا أزالُ القُرْآنُ.. أدرُسُهُ
                                                                            أرُوحُ فـي دَرْسِـهِ وأبْـتَــكِـــــــــرُ
                                                                    وألزَمُ الصّوْمَ، والصّلاة ، وَلا
                                                                            أزالُ ، دَهْـري، بالخيـرِ آتـمِـرُ
                                                                    فمـا مَـضَـتْ بعْـدَ ذاكَ ثـالِـثَـة ٌ ،
                                                                            حتى أتـَـاني الحَـبيبُ يـعـتـــذِرُ