باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ، - أبو نواس
باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ،
                                                                            واخْلَعْ قِيادَكَ ، قد خلعتُ قِيادي
                                                                    لا تنْسَ لي يوْمَ العَرُوبة ِ وقعَة ً
                                                                            تُودي بصاحِبِها بغيرِ فَســــــادِ
                                                                    يوْماً شَرِبْتُ ، وأنْتَ في قُطرَبّلٍ
                                                                            خمراً، تفوقُ إرادة َ الْمُرْتادِ
                                                                    لَمّا وردْنَاها نُلِمّ بشيْخِهَا
                                                                            عِلْجٌ، يحدّثُ عن مصانعِ عادِ
                                                                    قلنا : السلامُ عليك! قال: عليكُمُ
                                                                            منّي سلامُ تحيّة ٍ، وودادِ
                                                                    ما رُمتُمُ؟ قلنا: الْمُدامَ! فقال: قد
                                                                            وفّقْتُمُ، يا إخْوَتي، لرَشَادِ
                                                                    عندي مُدامٌ قد تقادَمَ عهْدُها،
                                                                            عُصِرَتْ، ولم يشعرْ بها أجـدادي
                                                                    فأكيلُ ؟ قلنا : بعدَ خبْرٍ ، إننا
                                                                            لا نَشْتري سمكاً ببطن الوادي
                                                                    جئنا بها ! فأتى بكأسٍ أشرقَتْ
                                                                            منها الدّجَى ، وأضاءَ كلّ ســـود
                                                                    فأدارَها عدَداً ثلاثاً ، فانْثَنَتْ
                                                                            منذا النّفوسُ ، وليس منها صــــادِ
                                                                    حتى إذا أخذتْ بوجنَة ِ صاحبي
                                                                            وفؤادِهِ، وبوَجْنَتي وفؤادي
                                                                    لم يَرْضَ إبْلِيسُ الظّريفُ فعالَنَا
                                                                            حتى أعَانَ فَسادَنا بِفَسادِ!