بين إذا نزلت عليك مجاشع - الفرزدق
بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ،
                                                                            أوْ نَهْشَلٌ، تَلِعاتُكمْ ما تَصْنَعُ
                                                                    في جَحْفَلٍ لَجبٍ كَأنّ زُهاءَهُ
                                                                            شَرْقيُّ رُكْنِ عَمايَتَينِ الأرْفَعُ
                                                                    وَإذا طُهَيّةُ مِنْ وَرَائِي أصْبَحَتْ
                                                                            أجَمُ الرّماحِ عَلَيْهِمُ يَتَزَعْزَعُ
                                                                    حَوْضي بَنُو عُدُسٍ على مَسْقاتِهِ،
                                                                            وَبَنُو شَرَافَ مِنَ المَكارِمِ مُتْرَعُ
                                                                    إن كان قَدْ أعياكَ نَقضُ قصَائدي
                                                                            فانظُرْ جَرِيرُ إذا تَلاقَى المَجْمعُ
                                                                    وَتَهادَرُوا بِشَقَاشِقٍ، أعْناقُها
                                                                            غُلْبُ الرّقابِ، قُرُومُها لا تُوزَعُ
                                                                    هَلْ تَأتِينّ بِمِثْلِ قَوْمِكَ دارِماً،
                                                                            قَوْماً زرَارَةُ مِنْهُمُ وَالأقْرَعُ
                                                                    وَعُطارِدٌ، وَأبُوهُ، مِنهُم حاجبٌ،
                                                                            وَالشّيْخُ ناجِيَةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ
                                                                    ورَئيسُ يَوْمِ نَطاعِ صعصَعَةُ الذي
                                                                            حِيناً يَضُرّ، وكانَ حِيناً يَنْفَعُ
                                                                    واسألْ بِنا وَبِكُمْ إذا وَرَدَتْ مِنىً
                                                                            أطْرَافُ كُلِّ قَبيلَةٍ، مَنْ يَسْمَعُ
                                                                    صَوْتي وَصَوْتَكَ يُخبرُوكَ مَنِ الذي
                                                                            عَنْ كلّ مَكْرُمَةٍ لخِنْدِفَ يَدْفَعُ
                                                                    وَإذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لمْ تَجِدْ
                                                                            أحَداً يُعِينُكَ غَيرَ مَنْ يَتقَصّعُ