وقائمة قامت فقالت لنائح - الفرزدق
وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ
                                                                            تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ:
                                                                    لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ
                                                                            إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ
                                                                    فَأصْبَحَ في القَوْمِ الّذِينَ مُحَمّدٌ
                                                                            أخُوهُمْ، وَمَن يَلْحَقْ بهم فهوَ سالمُ
                                                                    جُزُوا بالسّرِيرَاتِ التي في قُلُوبِهِمْ،
                                                                            جَزَاهُمْ بهَا مُحْصِي السّرَائِرِ عالمُ
                                                                    إلى الغُرْفَة العُلْيَا رَفِيقُ مُحَمّدٍ
                                                                            مُقِيماً، وَلا مِنْهَا هُوَ الدّهَر رَائِمُ
                                                                    لِتَبْكِ عَلى الجَرّاحِ خَيْلُ إغَارَةٍ،
                                                                            وَيَوْمٌ تُرَى فيه النّجُومُ التّوَائِمُ
                                                                    فَلِلّهِ أرْضٌ قَدْ أجَنّتْ يَمِينَهُ،
                                                                            وَكَانَ بهَا يُنْكَى العَدُوُّ المُرَاجِمُ
                                                                    فَلَوْ تَعْلَمُ الأنْعَامُ شَيْئاً بَكَيْنَهُ،
                                                                            وَكَانَ على الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ