فجك العميق - قاسم حداد
جرحك الوحيد الذي لي ،
                                                                    هل تاجٌ يتكاسر عليه المـلوك ؟
                                                                    هل نارٌ خجولـةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق
                                                                    وتفضح كبرياء القراصنة ؟
                                                                    جرحك هدأة الليل ،
                                                                    قلت مرةً إنه واهب العاصفة .
                                                                    هل أنت قبلة العاشق يغتصبها شخصٌ غائب .
                                                                    هل جنة الأقاصي ،
                                                                    لا يذهب إليها شخصٌ إلا وأصيب بموهبـة قلقامش
                                                                    لكي يفقـد صديقـاً .
                                                                    قلت مـرةً عن فحولٍ تتبادل الهجوم
                                                                    وتـؤجج الجرح بنحيبها ..
                                                                    فيما تحـك جنسها بحراشف الجبل
                                                                    تحرسك في نزهة الليل .
                                                                    الآن ، لم يعد النهار كافيـاً و لا الليــل ،
                                                                    ففي كل منعطفٍ أسمع لجرحك صريخاً
                                                                    مثل شبق العناصر وشغف الناسك ،
                                                                    لئـلا يموت قبل الحب .
                                                                    جـرحك المكنون
                                                                    يسمـونه الحصن في شاهق الجبل،
                                                                    هو البعيد المبذول لشهوة الأقاصي
                                                                    قلت مرةً أنه لي ،
                                                                    وكلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها ريشة السديم
                                                                    لا تعرف البوصلة جهاتك ولا يطالك المـاء .
                                                                    جـرحك جهةٌ تحـج إليها الجيوش وتتدفق فيها الأنهار
                                                                    ويصاب بالفقد كل باسلٍ يتوهم النصر أو يتوسم الهزيمة .
                                                                    فجـك العميق في العفة مفتـوحٌ مثل أشـداق المغفرة
                                                                    تركـض إليه المخلوقـات مـأخـوذةً بشريعة الغـزو .
                                                                    قيل إنك الصدر الواسع
                                                                    يقبل التوبة ويأخذ إلى الغـواية .
                                                                    قيل كنـز السـلاح .
                                                                    عنـدما يفـر الجسد من نصـالك لا ينجـو من الذبيحة
                                                                    حيث الجـرح الوحـيد المفتوح على آخره ...
                                                                    مثل بهو الجحـيم .
                                                                    قلـت انـه لــي ،
                                                                    جـرحـك الذي تـاج المـلك و وردة الناس ،
                                                                    قلـت لـي وحـدي .
                                                                    هل أنت جرحٌ أم سلـة السناجب
                                                                    أم نيازك مـذعـورةٌ تخدع الليل؟
                                                                    من أين لك هذا التماهي وهذه التحـولات
                                                                    تذهبـين إلى نـاس العرس فيصابون بالوجل .
                                                                    ها أنت أجمل من يقـول
                                                                    ها أنـا
                                                                    أضعف من يسمـع
                                                                    ... و يصـدق .