الساحرات - قاسم حداد
تركت لهن الأخبار
                                                                    يكتبنها كما يحلو لهن ،
                                                                    ساحرات يبتكرن الليل ،
                                                                    قليلات النوم ، حاسرات الشعر ،
                                                                    محررات الصدور ، يتهجين الأطفال ويرضعن الهواء.
                                                                    يحكمن الغابة مثل بيت الحلم ،
                                                                    ويخدعن الظهيرة لكي تذهب باكراً ،
                                                                    أصدق أنهن الشجرة حيناً ،
                                                                    ومدخنة ترسل رمادها الخفيف حيناً ،
                                                                    ودائماً يبعثن برسائل السهرة مع الجنادب و أمراء العتمة،
                                                                    فأمحو بياض السرير الموحش وأتبع الرائحة ،
                                                                    مثل ذئبٍ يمشي في نساء الجنة.
                                                                    يسمعن قصصاً شردتني
                                                                    وحزناً أورثني إياه سفر طويل و زنزانة نادرة .
                                                                    يصغين لبوحي مثل رأفة الأم .
                                                                    طفل تمحوه جذوره وعيناه تسعان الأفق .
                                                                    وعندما تأخذني الغفوة
                                                                    يمسحن أصابعهن الرحيمة في روحي
                                                                    فيطلع ريش خفيف يحملني
                                                                    وينساب بي ذئب أكثر رهافةً من الشبح .
                                                                    يسهرن في تدوين أخباري بقية الليل
                                                                    فيما يذرعن الغابة في جنونٍ مشغوفٍ بما يفعل .
                                                                    شعور طائشة ،
                                                                    صدور مغسولة بالريح
                                                                    وجسد منسي يحلم بكوخٍ في مكان .