نَسِيَمَ الصَّبَا أَذْكَرْتَنِي العَهْدَ بِالوَادِي - عفيف الدين التلمساني
نَسِيَمَ الصَّبَا أَذْكَرْتَنِي العَهْدَ بِالوَادِي
                                                                            وَهَيَّجْتَ أَشْوَاقاً شَقَقْنَ فُؤَادِي
                                                                    فَإِنْ كُنْتَ تُحْيِي مَيِّتَ الهَجْرِ والجَوَى
                                                                            بِقَتْلِ الهَوَى أَحْييَيْتَنِي بِمُرَادِي
                                                                    فَإِنَّيَ مُذْ فَارَقْتُ أَحْبَابَ مُهْجَتِي
                                                                            وعُوضْتُ مِنْ قُرْبٍ لَهُمْ بِبُعَادِ
                                                                    جُفُونِي جَفَتْ نَوْمَ الدُّجَى لِمَضاجِعِي
                                                                            وَصِرْتُ جَلِيساُ للسُّهَا بِسُهَادِي
                                                                    فَيَا ذَلِكَ الدَّانِي إلى ذَلِكَ الحِمَى
                                                                            إِذَا ما أَنَخْتَ العِيسَ في ذَلِكَ الوَادِي
                                                                    فَنَادِ بِهِ السُّكَانَ أَسْكَنْتُمُ الحَشَا
                                                                            وَقُودَ لَظىً فَالجَمْرُ صَارَ مِهَادِي
                                                                    فَلَمْ أَسْتَطِعْ في اللَّيْلِ مَيْلاً لِمَضْجَعِي
                                                                            أَأَهْجَعُ والنِّيرَانُ حَشْوُ وِسَادِي
                                                                    رَعَى اللهُ أَيَّاماً بِمُنْعَرِجِ اللَّوَى
                                                                            وَلَيْلاً نَفَى فِيهِ الوِصَالُ رُقَادِي