قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ، - صفي الدين الحلي
قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ،
                                                                            قلتُ: ارتقاباً لطيفكِ الحسنِ
                                                                    قالتْ: تسليتَ بعدَ فرقتنا،
                                                                            فقلتُ: عن مَسكَني وعن سكَني
                                                                    قالتْ: تشاغلتَ عن محبتنا،
                                                                            قلتُ: بفرطِ البكاءِ والحزنِ
                                                                    قالتْ: تناسيتَ! قلتُ: عافيتي!
                                                                            قالتْ: تناءيتَ! قلتُ: عن وطني
                                                                    قالتْ: تخليتَ! قلتُ: عن جلدي!
                                                                            قالتْ: تغيرتَ! قلتُ: في بدني
                                                                    قالتْ: تخصصتَ دونَ صحبتنا،
                                                                            فقلتُ: بالغبنِ فيكِ والغبنِ
                                                                    قالَتْ: أذَعتَ الأسرارَ، قلتُ لها:
                                                                            صَيّرَ سرّي هواكِ كالعَلَنِ
                                                                    قالتْ: سررتَ الأعداءَ، قلتُ لها:
                                                                            ذلكَ شيءٌ لو شِئتِ لم يكُنِ
                                                                    قالَتْ: فَماذا تَرومُ؟ قلتُ لها:
                                                                            ساعَة َ سَعدٍ بالوَصلِ تُسعِدني
                                                                    قالَتْ: فعَينُ الرّقيبِ تَنظُرُنا!
                                                                            قلتُ: فإنّي للعَينِ لم أبِنِ
                                                                    أنحَلتِني بالصّدودِ منك، فلَو
                                                                            ترصدتني المنونُ لم ترني