نكهة الرعد - قاسم حداد
فجأة صار انتصاري خشباً في النعش ، صار النعش باب
                                                                    وتساءلت عن الموت / هل الريح طريق ، والتراب
                                                                    كيف .. ؟ / هذا شجر الدهشة في ثوبي
                                                                    ( هاجرت الثياب)
                                                                    قلت من أين دمائي ؟
                                                                    صوت هذا الشارع المزدان بالصحو ، وبالعنف
                                                                    وغادرت الغياب
                                                                    وأنا في أول الحلم / استحلنا غضباً
                                                                    سرنا وصرنا صرخة في غابة النوم
                                                                    ابتدأنا في نهايات الوقوف
                                                                    تذكرون ،
                                                                    قلت هذي الرئة الأخرى لهم ، هذا الرماد
                                                                    تحته قنبلة موقوتة ، هل تذكرون ؟
                                                                    أعرف الإيقاع ، أستنفر ، أعطي ، وأنا حلم العيون
                                                                    ( علمتني لغة البرق
                                                                    دخول العصف والرقص
                                                                    وأعطتني الحنين )
                                                                    أعطني ساعدك الدامي ، أنا الطفل
                                                                    وأنت الحلمة الملتهبة
                                                                    شعبي المرتعش الملدوغ من كل الجهات
                                                                    أعطني كل أغاني ، وأعطيك اللغات الهاربة
                                                                    يا زمان الضحك والجوع أتينا
                                                                    رافقتنا الجهة المختصرة
                                                                    وحديث الشجرة
                                                                    نحن من فاكهة الرعد وغصن الشمس ، نحن الثمرة
                                                                    ( أسأل الأرض ولكن السماء
                                                                    سقطت وانكسرت ، صارت دماء)
                                                                    يمطر الظل نحيباً في ضلوعي ، والبيوت
                                                                    فرح في أول العمر / جلسنا في جدار الوردة الحمراء
                                                                    غازلنا تواريخ القيامة
                                                                    وتبادلنا حمامة
                                                                    ريشها اللون الذي لا ينتهي
                                                                    بيتها في آخر الصيف ، وحد السيف بيتي
                                                                    إشتعلنا
                                                                    ( كذب العراف في القصر
                                                                    وجاء الرعد في كوخ على ملح الخليج)
                                                                    نحن في عشق العذارى والغصون
                                                                    يا زمان القتلة
                                                                    شارد من زهر الوالي وتقويم الخليفة
                                                                    - هل تراقصنا وكنا جهلة ؟
                                                                    كنت لا أقرأ غير الرمل ، لا أعرف لوني
                                                                    أعذريني ، خائف من لغة الحزن عليك
                                                                    إشتعلنا
                                                                    عندنا نافذة للخوف / عندي لغة النار
                                                                    وصوتي رحلة متصلة
                                                                    ينبغي أن نرقص الآن على الإيقاع
                                                                    أعطوا صوتكم صوتي ، ونادوني إلى العزف
                                                                    تعالوا
                                                                    ينبغي أن نحسن الرقص على رسم القصور الزائلة .
                                                                    ألبس الشمس / اغتربنا عنك يا أخبارنا / هل عانقوني ؟
                                                                    فجأة أصبحت في الحلم / ولي غصن العصافير
                                                                    وعندي كلمة السر
                                                                    ترجلنا عن الجسر القديم
                                                                    دخلت أطرافنا في الضوء
                                                                    وارتاحت / قتلنا مرة أخرى بلا جرم
                                                                    وأعطوا لحمنا للطير ( هل رافقتموني ؟)
                                                                    وليكن قيدي سجاني جنوني
                                                                    خشباً للدفء ، هذي حلبة الرقص / ومن باب الجنون
                                                                    تدخل الثورة أسمالاً وأطفالاً / لدينا كلمة في السر
                                                                    أنتم
                                                                    ولنكن سوسة هذا العصر / هذي المهزلة
                                                                    ارفضوا أن يضحك الطفل من الحزن
                                                                    اخرجوا يا فرحة مفتعلة
                                                                    ( هل ستعطينا مخاضات الغراب
                                                                    قمراً أو قنبلة ؟)
                                                                    حين صارت يدنا الجسر - عبرنا
                                                                    واخترعنا لهجة يعرفها التاريخ / أصغوا
                                                                    يكتب التاريخ صوتاً / لهب صوتي /
                                                                    اتصلنا بجذور الغيم /
                                                                    شادوا من عظام الناس أقفالاً / تطاولنا /
                                                                    ترى هل أ سكنونا الوردة المنفردة
                                                                    والزوايا الباردة ؟
                                                                    قلت : لما يجيء الوقت ، وجاء الوقت .. جاء
                                                                    تكدسوا في المداخل . اعتقلوا . اغتالوا. صدرت مراسيم الخوف .
                                                                    واتكأ الحكم على مقصلة. من يرتق الفتوق الكثيرة ؟
                                                                    عندنا خاتمة الرحلة / أمشي
                                                                    معي الريح وعصف الجوع / أمشي
                                                                    جهتي قافية يكتبها الجمع ، يغني لحنها الأطفال تمشي معنا الريح
                                                                    / هل الدهشة في ثوبي / هل في شجر العشق تجمعنا
                                                                    / وهل في ورق الورد
                                                                    ( اشتعلنا
                                                                    علنا نستغفر الرغبة في الرقص ولغم الموت
                                                                    هل ... ؟ )